كرت قناة الإخبارية السورية، فجر الأربعاء، أن الجيش السوري يتصدى لمحاولة تسلل نفذتها عناصر “قسد” عبر نهر الفرات في منطقة المغلة بريف الرقة الشرقي.
وأضافت القناة (رسمية) أن الجيش أسقط عدداً من أفراد قوات سوريا الديمقراطية بين غتيل وجريح، فيما جرى تناقل فيديوهات للاشتباكات ووصول تعزيزات للجيش السوري على مواقع التواصل.
اد التوتر ليطفو على السطح بين الحكومة السورية الانتقالية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بعد أن تحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن اشتباكات في ريف حلب الشرقي، فيما سارعت “قسد” إلى نفيها بشكل قاطع.
ففي بيان صادر عن مركزها الإعلامي، نفت “قسد” أي تورط لها في مواجهات مع الجيش السوري في قرية تل ماعز، ووصفت ما جرى بأنه “خلافات داخلية بين الفصائل التابعة للحكومة”، جرى تضخيمها في الإعلام الرسمي لتظهر وكأنها مواجهات مباشرة معها.
بالمقابل، نقلت “سانا” رواية مغايرة، تحدثت فيها عن “محاولة تسلل” نفذتها مجموعة من عناصر “قسد” إلى نقاط عسكرية سورية، قبل أن تقع في كمين، أعقبته محاولات لاستهداف مواقع الجيش من محيط قريتي أم تينة ودير حافر، ما استدعى – وفق المصدر الرسمي – رداً بالأسلحة الثقيلة وتعزيزاً للنقاط العسكرية.
شهادات محلية
مصادر محلية في ريف حلب الشرقي أكدت لـ “هاشتاغ” أن المنطقة المحيطة بقرية تل ماعز شهدت بالفعل تحركات عسكرية متبادلة خلال الأيام الماضية، لكن طبيعة ما جرى لا تزال غامضة، إذ تتحدث بعض العائلات عن أصوات اشتباكات متقطعة، بينما يرجح آخرون أنها نتيجة خلافات بين مجموعات مسلحة محسوبة على الحكومة نفسها.
وأشارت المصادر إلى أنه لم يتم رصد وجود مباشر لعناصر (قسد) في المنطقة خلال اليومين الماضيين، مبينةً أن التوتر لا يزال مستمر، وأن الناس يعيشون قلقاً من توسع المواجهات وامتدادها إلى التجمعات السكنية.
سوابق في المشهد
هذه ليست المرة الأولى التي يتبادل فيها الطرفان الاتهامات. ففي مطلع آب/ أغسطس الجاري، نفت “قسد” اتهامات وزارة الدفاع السورية بشن هجوم على مواقع للجيش، مشيرة في بيان حينها إلى أن “فصائل غير منضبطة” تابعة للحكومة هي المسؤولة عن الاستفزازات، عبر قصف مدفعي طال مناطق مأهولة في دير حافر.
كما أعلنت المنظمة الكردية أنها سجلت أكثر من 22 “خرقاً” لوقف إطلاق النار خلال آب/ أغسطس، شملت هجمات في ريفي دير الزور والحسكة، إلى جانب تحركات عسكرية في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب.
أبعاد سياسية وعسكرية
يرى محللون أن تكرار هذه الاشتباكات – سواء وقعت فعلاً أم ظلت في إطار الحرب الإعلامية – يعكس هشاشة التفاهمات بين دمشق و”قسد”.
كما يحذر خبراء عسكريون من أن استمرار الاتهامات المتبادلة قد يفتح الباب أمام جولات أعنف من المواجهة، خصوصاً في ظل تصاعد التوتر مع الفصائل المدعومة من تركيا على خطوط تماس أخرى في شمال سوريا.
دعوات للحوار
رغم تصاعد حدة الاتهامات، جددت “قسد” في بيانها الأخير الدعوة إلى الحوار مع دمشق، مؤكدة استعدادها لـ “اتخاذ كل ما يلزم” لحماية سكان شمال وشرق سوريا، لكنها طالبت في الوقت نفسه المجتمع الدولي بالتدخل لضمان احترام الاتفاقات ومنع الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة.