تتزايد التساؤلات حول مستقبل العلاقة بين قوات سورية الديمقراطية (قسد) وحكومة دمشق، خصوصاً بعد تعثر تنفيذ اتفاق آذار الذي نص على صيغة تفاهم بين الطرفين.
يأتي ذلك وسط تهديدات تركية بعمليات عسكرية جديدة، وضغوط أمريكية لإعادة هيكلة العلاقة.
واشنطن تغيّر استراتيجيتها
الولايات المتحدة خفّضت حضورها العسكري المباشر، وتركز اليوم على دعم “قسد” كمكوّن محلي، مع الدفع نحو دمجها في الجيش السوري. نائب المبعوث الأمريكي إيان مكاري أوضح أن التوجه الدولي أصبح يركز على “الاستشارة والتمكين بدلاً من القتال المباشر”.
لكن هذه السياسة أثارت قلق قيادة “قسد” من فقدان الغطاء الأمريكي، فيما ترى دمشق أن الفرصة سانحة لاستعادة السيطرة على الشمال.
أما تركيا، فتصر على أن أي حل يجب أن ينهي نفوذ الوحدات الكردية على حدودها.
ضغوط على قسد للاندماج
المبعوث الأمريكي توماس باراك حذّر “قسد” من مواجهة مشاكل مع دمشق وأنقرة إذا لم تسرع في الاندماج ضمن مؤسسات الدولة السورية.
وقال بوضوح: “سورية دولة واحدة، جيش واحد، أمة واحدة”.
ad
في المقابل، فشلت جولات التفاوض الأخيرة بعد رفض دمشق المشاركة في لقاء بباريس، لتبقى الملفات الأساسية عالقة مثل مستقبل مؤسسات الإدارة الذاتية.
استمرار الدعم الأمريكي
تح
رغم الحديث عن انسجام مع دمشق، خصصت وزارة الدفاع الأمريكية 130 مليون دولار في موازنة 2026 لدعم “قسد” و”جيش سوريو الحرة”.
واعتبرت أن استمرار الضغط على تنظيم الدولة ضرورة لحماية الأمن الإقليمي والدولي.
معادلة معقدة
يرى محللون أن واشنطن لا تفكر بالتخلي عن “قسد” لكنها تسعى لإيجاد صيغة اندماج تضمن بقاءها داخل الدولة السورية.
ad
بينما تملك دمشق ورقة الدعم التركي والعربي، تحتفظ “قسد” بأوراق القوة المتمثلة في سيطرتها الجغرافية وتنظيمها العسكري وعلاقاتها الدولية.
المرحلة المقبلة مرجحة أن تشهد شد وجذب سياسي، من دون الانزلاق إلى مواجهة عسكرية مفتوحة، في ظل إدراك الطرفين لكلفة الصراع المباشر.
عربي 21